الأربعاء، 3 يوليو 2013

مظاهرات 30 يونيو تعيد مصر لأجواء 1919

هاآرتس:

مظاهرات 30 يونيو تعيد مصر لأجواء 1919

     مظاهرات 30 يونيو تعيد مصر لأجواء 1919
      
    تحت عنوان "مصر كبيرة على الإخوان"، أكد المحلل الإسرائيلي "عودة بشارات" في مقاله الذي نشرته صحيفة "هاآرتس" العبرية أن مصر كبيرة على جماعة الإخوان المسلمين.
    وأشارت إلى أنه في عام 1918 قبل إقامة جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعشر سنوات، احتشد وفد برئاسة الزعيم سعد زغلول المعروف بـ "زعيم الأمة" لمطالبة الإنجليز بمنح الاستقلال لمصر، وقبل أن يبدأ هذا الوفد مشواره وقعت شخصيات بارزة على العريضة التي تفوضه بالعمل بالسبل السلمية من أجل الحصول على الاستقلال، وتطبيق مبادئ الحرية والعدالة، وانطلاقًا من تلك القاعدة أقيم في وقت لاحق "حزب الوفد" الذي فاز بأغلب المعارك الانتخابية.  
    وأضاف أن هذا جزء من تفسير الظاهرة الطبيعية المثيرة التي تحدث نصب أعيننا، والمتمثلة في أن 17 مليون مصري من كافة أنحاء البلاد يثورن ضد الإخوان. وتابع:" ولكن ها هم الإخوان صعدوا وهبطوا والشمس-لشديد العجب- مازالت تشرق؛ لإن مصر تعود إلى جذورها، ولإن الجذور المصرية ليست مغروسة في سماسرة الدين العنيفين وأو ديكتاتورية مبارك، وإنما في التراث المشرف لسعد زغلول، والذي هو أيضًا كان نتاج النهضة العربية التي استمرت منذ بداية القرن الـ 18 حتى مطلع القران الـ 19".  
    وأضاف أن المصريين في يناير 2011، عندما تبنى الشباب بالفطرة الأسلوب السلمي، اختاروا مواصلة الطريقة التي اختارها أسلافهم منذ 93 عامًا، والآن بسبب ديماجوجية الإخوان المسلمين، التي بموجبها فوضتهم الصناديق لإسقاط الديمقراطية التي منحتهم الحكم، فتبنى هؤلاء الشباب النموذج العظيم نفسه من تلك الأيام، مطالبين باستقالة الرئيس مرسي بعدما جمعوا توقيعات 22 مليون مواطن. 
    وتابع الكاتب قائلاً: صحيح أنهم بعودتهم إلى المصادر المشرفة للحضارة المصرية ذات الـ 7000 سنة لم يكن لديهم خيار آخر إلا العبور في الدهاليز المظلمة للإخوان، لكنهم خلال عام واحد اجتازوا الاختبار، وفي تلك الساعات يعود الشعب المصري لتراث الآباء في نسخته الجديدة:" عيش، حرية، عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".
    وأضاف أن كل هذه المعاني عبرت عنها جيدًا القصيدة الشهيرة لسيد درويش في سنة 1919 "قوم يا مصر"، الذي قال أيضًا "حب جارك قبل أن تحب الحياة... فما معنى مسيحيين أو مسلمين أو يهود... كلنا أبناء أب واحد". هذه هي مصر الجميل في ثلاثة أسطر لعناية المسممين بفكرة الدولة القومية.    
    وتابع الكاتب: إنه يوم الأحد الماضي توسل الشيخ يوسف القرضاوي للجماهير أن يمنحوا مرسي سنة أخرى، والآن يطلب مرسي نصف سنة فقط، لكن مثلما يقولون بالعربية "أيام زمان عدت"، مشيرًا إلى أن الصحفي البارز "عصام إبراهيم" وجه كلامه لأبناء مرسي بأن يقنعوا أبيهم باستقلال طائرة للخارج ليوفر عن نفسه، وعن الشعب المصري عناء الإهانة المتمثلة في الإطاحة بالرئيس.

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق