«البلتاجى» ينتحر على قناة «الجزيرة»
قانونيون: القناة تواجه اتهامات جنائية بالتحريض على القتل.. وسياسيون: رسالته لن تحشد لـ30 أغسطس
صورة «البلتاجى» من فيديو «الجزيرة»
على طريقة «بن لادن - الجزيرة»، خرج محمد البلتاجى القيادى الإخوانى الهارب، على القناة القطرية ليلقى على المصريين كلمة مسجلة لا تختلف كثيراً عن الرسائل التى يحملها أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة عبر نفس القناة المشبوهة، حيث قال كذباً إن الجيش المصرى قتل جنوده ليصرف نظر العالم عما حدث فى «أبوزعبل»، وحرّض أنصاره على الخروج ضد ما سماه الانقلاب العسكرى، فى تحدٍّ واضح للدولة المصرية.
ويرى قانونيون أن قناة الجزيرة سيتم توجيه اتهامات جنائية لها بالتحريض على القتل، وإثارة الفوضى فى البلاد، خاصة بعد الفيديو الأخير الذى بثته القناة، مساء أمس الأول، للدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى الهارب والمطلوب من قبل أجهزة الأمن. وقال الدكتور شوقى السيد، أستاذ القانون والفقيه الدستورى، إن قناة الجزيرة اعتادت على عدم الالتزام بميثاق العمل الإعلامى، من خلال إثارة الرعب فى البلاد وتهديد المواطنين، مؤكداً أنه يمكن قانوناً محاكمتها ومساءلتها تجاه ما تبثه طالما أن هذا يخص الشأن المصرى.
وأوضح السيد لـ«الوطن» أنه طبقاً لقانون العقوبات، فإن كل ما ارتكبته قناة الجزيرة من اتهام لإرادة الشعب وإثارة الذعر والكذب والتحريض على القتل من خلال مساعدة قيادات التنظيم الدولى للإخوان لنقل تلك التهديدات للشعب المصرى، يعطى الحق للنيابة لتوجيه اتهامات جنائية لكل من مالك القناة والإعلاميين والعاملين بها.
من جانبه، طالب عصام الإسلامبولى، الفقيه الدستورى، بسرعة صدور قرار وقف البث للقناة، وأن يتم عرض الأمر على هيئة الاستثمار، مؤكداً أن هذا ستعقبه إجراءات قانونية قد تصل إلى عقوبات جنائية تجاه القناة لإشاعة الفوضى وتهديد الأمن والسكينة العامة. وأوضح الإسلامبولى أن العقوبة تصل إلى 5 سنوات حبس، طبقاً للقانون، لكل من مسئول القناة والمسئولين عن إذاعة تلك المواد. فى سياق متصل، شدد ناصر أمين، رئيس المركز العربى لاستقلال القضاء، على ضرورة أن تحسم كل من الهيئة العامة للاستثمار ونقابة الصحفيين موقفها، وأن يتم بحث مدى التزام قناة الجزيرة بميثاق العمل الإعلامى من خلال تشكيل لجنة لتقييم أداء القناة.
وأكد ناصر أنه إذا أثبتت الهيئة العامة للاستعلامات اشتراك القناة فى أى عمل إجرامى أو تحريض عليه، فعليها التقدم بشكوى للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه القناة. وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رسالة القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، بها الكثير من التحدى لوزارة الداخلية، متوقعاً ألا تؤثر رسالة البلتاجى فى تظاهرات 30 أغسطس التى دعا إليها الإخوان.
وأكد أن الرسالة تعكس إصرار قيادات الإخوان على الخروج من المشهد بلا أى مسئولية.
وقال الدكتور محمد أبوحامد، وكيل مؤسسى حزب حياة المصريين، إن البلتاجى حاول من خلال كلمته المتلفزة أن يحرك مشاعر الثوار بإشارته لعودة نظام مبارك، فضلاً عن توجيه رسائل تحريضية لشباب الإخوان قبل جمعة 30 أغسطس والتى يسعى التنظيم لاستغلالها فى تنفيذ عمليات ضد الأمن القومى المصرى.
فيما قال محمد حنفى، أحد شباب الإخوان، إن خروج البلتاجى على القنوات الفضائية، لا جدوى منه فى ظل تعقد المشهد السياسى الحالى، وإن البلتاجى كان يجب عليه الخروج بطرح مبادرة لحقن دماء أعضاء الإخوان ووضع حلول حقيقية للأزمة السياسية الحالية.
وأشار إلى أن البلتاجى، صمم فى كلامه على المضى قدماً فى الاستراتيجية التى تتبناها الجماعة فى صراعها مع الجيش، وهو ما أثبتت الأيام أنه لا قيمة له مع تزايد فقدان الجماعة لأبنائها كشهداء ومعتقلين ومفقودين، فى حين يبقى الكثير من القيادات هاربين دون أن يكون هناك أى أفق للحل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق