الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

ننشر تفاصيل المكالمة الهاتفية بين السيسى ووزير الدفاع الأمريكى

ننشر تفاصيل المكالمة الهاتفية بين السيسى ووزير الدفاع الأمريكى

السيسي
 
هيجل أعرب عن تقديره لجهود مصر فى ضمان أمن منشآت السفارة الأمريكية وكل العاملين الأمريكيين الذين يخدمون فى مصر
تداعيات المواجهة الأمنية للإخوان المسلمين هى الجدل المثار والحديث المتكرر لدى أهل واشنطن. والتحذير من «تفجر الموقف» أو «أعمال إرهابية.. هنا أو هناك» نسمعه ويتكرر على مسامعنا كأنه «قدر مصر ولا مفر منه». وبالطبع الأمن فى سيناء.. دائما فى البال. ولم تتوقف الأصوات المطالبة بالتعقل والتروى ما دام الاستقرار هو الهدف وأن القيادة العسكرية تقوم بذلك.. والجيش يريد ويسعى لتحقيق الأمن والاستقرار. وقد تكلم كولن باول العسكرى والسياسى الأمريكى الشهير فى هذا الأمر.. وكلمته دائما لها صدى.
وفى بيان صادر عن جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون ذكر أن وزير الدفاع المصرى السيسى اتصل يوم أول من أمس الأحد بوزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل فى ماليزيا لمناقشة التطورات فى مصر. وكما ورد فى البيان فإن الوزير السيسى أطلع الوزير هيجل على مستجدات الوضع الأمنى على امتداد مصر، بالإضافة إلى التقدم على خارطة الطريق السياسية. وشدد الوزير هيجل على أهمية عملية سياسية شفافة لا إقصاء فيها وتشمل كل المصريين، وأن الخلافات يجب أن تحل دون العنف. كما أطلع الوزير السيسى وزير الدفاع الأمريكى على مستجدات التطورات الأمنية فى شبه جزيرة سيناء. وقد أعرب الوزير هيجل عن تقديره لجهود مصر فى ضمان أمن منشآت السفارة الأمريكية وكل العاملين الأمريكيين الذين يخدمون فى مصر.
من جهة أخرى ألمح كولن باول فى حديث له مع بوب شيفر فى البرنامج التليفزيونى الشهير «واجه الأمة» بشبكة «سى بى إس» إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئا إلا أن تنتظر ما سيكون فى ما بعد.. من أجل دفع الجيش المصرى نحو الديمقراطية.
وأشار باول إلى أن القيادة العسكرية، الجنرال السيسى ورفاقه بدؤوا يستخدمون كل ما لديهم من الوسائل والأدوات لمواجهة الموقف وإحلال النظام ذاكرا: «وأنا لا أعتقد أن أى شىء يمكن أن نفعله سوف يسحب الجنرال السيسى من هذا الموقف. وهو يشعر بأن هذا هو موقعه الصحيح الآن لكى يجلب النظام فى المجتمع».
باول الذى شغل من قبل منصب وزير الخارجية وأيضا كان رئيسا للأركان قال إنه من المحتم بالنسبة للولايات المتحدة «أن تكون مستعدا.. عندما تستكمل الأمور». وأضاف باول: «إن الوضع الحالى ليس وضعا حسنا وأنا أشجب مثل أى شخص عدد الذين فقدوا حياتهم».. مضيفا: «ولكن ما هو المأمول أن هذا (الوضع) سيهدأ فى المستقبل القريب، ومن ثم نحن سنستطيع أن نعود إلى مسار ذى معنى نحو مصر الديمقراطية».
وبينما تحاول وسائل الإعلام تسليط الأضواء على ما يحدث فى مصر من مواجهة شعبية وأمنية للإخوان يحذر خبراء المنطقة ومصر فى واشنطن من تبعات أو تداعيات «إقصاء الإخوان» من المشهد السياسى و«القضاء عليهم». وغالبا تشمل هذه التبعات المشار إليها اللجوء إلى العنف والعمليات الإرهابية وزعزعة الاستقرار ومن ثم الإقلال من فرص الانتعاش الاقتصادى والخروج من مأزق الانهيار الاقتصادى الذى تواجهه مصر. «فى حقيقة الأمر لا تستطيع قتل واعتقال قطاع كبير من المواطنين» هكذا يقول شادى حميد بمعهد بروكنجنز مضيفا «وليس سرا أنك إذا أغلقت أبواب السياسة أمامهم فإن البعض سيلجأ للعنف. وما تحتاج إليه هو أقلية تلجأ إلى العنف، وهذا سيكون له تأثير بعيد المدى على مصر والمنطقة». ولا يتردد عديد من الخبراء فى القول إن المصالحة لم تعد موجودة على الأجندة حتى بالنسبة للإسلاميين. أما إيريك تريجر الباحث والمتخصص فى الشأن المصرى مصر بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فيقول: «إن إمكانية أو احتمال إيجاد مفاوضات بين الجيش والإخوان كانت دائما ضئيلة جدا. وبصراحة أنا أعتقد أن الإدارة الأمريكية أضاعت بعضا من نفوذها بأن حاولت تحقيق تلك المفاوضات». ويرى تريجر أيضا: «لا يجب أن نعاقب الجيش.. وإنما نحاول أن نعمل معه ونشجعه لدفع مصر قدما نحو اتجاه أكثر إيجابية».
فى المقابل بدأ أعضاء الكونجرس التلويح بإمكانية قطع المساعدات العسكرية لمصر أو تعليقها.. أو تقديمها بشروط. وبما أن الأسبوع المقبل سيشهد عودة الكونجرس للانعقاد فلا شك أن الأصوات المنتقدة للإدارة الأمريكية ومواقفها من مصر ستتعالى من جديد وتطالب بمزيد من الحزم والحسم مع الجيش فى مصر. منذ أيام ظهر من جديد فى المشهد الأمريكى «بالرغم من إجازة أغسطس» السيناتور الجمهورى راند بول بدعوته إلى قطع المعونة عن مصر. وبول نجمه صاعد فى أوساط الحزب وترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2016 وارد. وهو دائما وأبدا ضد المعونات الخارجية بشكل عام سواء لمصر أو غيرها على أساس أنها تسهم فى إثراء الحكام وفسادهم لا فى رفع معاناة الشعوب. وقد تردد أخيرا أن السيناتور بول سيطرح من جديد مع عودة الكونجرس وفى ظل الأجواء المشحونة بمشروع قرار جديد لقطع المعونات أو المساعدات لمصر. وقد نقل عنه أخيرا قوله إن المساعدات العسكرية لمصر قد تكون لها «نتائج عكسية». ذاكرا: «إذا كنت مصريا وتتظاهر ضد حكومتك فى الشارع وتواجه دبابة أمريكية.. هذا لا يعطى لك شعورا حميميا فى قلبك تجاه أمريكا، وأنا لا أعرف ماذا سيفعل لهم مزيد من الدبابات أو مزيد من الطائرات المقاتلة أو مزيد من الغازات المسيلة للدموع».
ولم يعد بالأمر الغريب أيضا فى هذه الأجواء والأوضاع المتوترة والمضطربة والمتقلبة أن يقوم البعض بإسداء نصيحة لأهل واشنطن بالتروى وعدم الاندفاع واتخاذ موقف «عدم فعل شىء»، حتى لا تزداد الأمور سوءا. روبرت ساتلوف المدير التنفيذى لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يرى أن فى ما يخص مصر فإن الولايات المتحدة ستكون فى حالة أفضل إن لم تفعل شيئا. ويقول: «عدم فعل شىء غالبا هو هام مثل فعل شىء».. ويضيف: «وبما أن الولايات المتحدة تواجه خيارات سيئة فى ظروف سيئة فإن ما فعله أوباما أو قرر أن يفعله هو الخيار الصحيح». ثم يقول ساتلوف: «إن الجيش المصرى أجبر أوباما، مثل من سبقوه، على أن يضع مصالح أمريكا على قائمة الأولويات. المصالح أولا ثم القيم ثانيا. وأن مع كل أخطاء الجنرالات فإن فرص نشوء حكومة مدنية فعالة وفى نهاية المطاف منتخبة أكبر مع وجود الجيش فى السلطة أكثر من مع مرسى والإخوان»، ويرى ساتلوف أيضا: «ومن أجل تقييم فرص التقدم علينا متابعة عما إذا كانت هذه المجموعة المتميزة من الوزراء المدنيين فى الحكومة التى شكلها الجيش الشهر الماضى سيبقون فى مناصبهم ويبدؤون فى ممارسة السلطة». وفى رأى الخبير الأمريكى فى شؤون مصر والشرق الأوسط: «.. بما أن أوباما يبدو أنه غير مهتم بالمخاطرة بإدارته بالتدخل لتغيير مسار الأحداث فى المنطقة والتى قد تذهب بها فى الاتجاه الخطأ مثل الحرب الأهلية بسوريا وانهيار الداخل فى العراق» فإنه سيكون من الحكمة «عدم قيامه بتقليل أكثر للنفوذ الأمريكى وذلك بقطع علاقاته مع الجيش المصرى».
إلا أن كل هذه المواقف السياسية والنصائح الخاصة بتوخى الحذر وعدم الاندفاع مصيرها مرهون بتطور الأحداث أو تدهورها على أرض الواقع فى مصر. حيث لا تنفع الحكمة أو الادعاء بها وحيث لا تنفع النصيحة والتمادى فى إسدائها. خصوصا أنه قيل دائما إن السياسة هى «فن الممكن» وما يجرى فى بر مصر لا يمت غالبا إلى ما هو سياسة أو فن.. أو ممكن!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق