"مرسي" تميمة نحس كادت تتسبب في ضياع مصر... المصائب ارتبطت بحله وترحاله عندما كان رئيسا... ميلاده الـ62 ليلة القبض على مرشد الإخوان... سنة حكمه رفعت الإخوان للسماء لتطرحهم بعدها في الهاوية
الرئيس المعزول محمد مرسي
غادة نعيم
يبدو أن الطرفة التي رددها بعض المصريين واصفين النواكب التي كانت تتزامن مع زيارات الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الأماكن التي يحط عليها، تتنامى في ظن الكثيرين حتى اعتقدوا أنها أصبحت حقيقة وأنه ومرشد الإخوان محمد بديع الذي تم القبض عليه أخيرا كانا يمثلان شرا مستطيرا على كل من حولهما، إلا أن مرسي حظى بالنصيب الأكبر من هذه المصائب التي ارتبطت بحله وترحاله حتى وهو في السجن.
ففي خلال عام من حكمه لمصر أطلقت عليه ألقاب ارتبطت بالفأل غير الحميد عند المصريين بسبب الحرائق التي تصاحب زيارته لمكان ما، أو الحوادث التي يشهدها مكان حط عليه في زيارته له، ناهيك عن فترة السواد التي اتشح بها عهده إذ سقط كثير من أبناء الشعب المصري ما بين قتلى ومصابين فاقت بكثير الأعداد التي راحت في مواجهة الدولة البوليسية التي استمرت 30 عاما في مصر تحكم بالحديد والنار.
ظل أنصار المعزول ينفون عنه تهمة النحس طوال فترة حكمه، ليأتي اليوم الموعود، وينقلب السحر على الساحر ويطولهم من الحب جانب ويسقط مرشدهم في قبضة الأمن وهو اليوم الذي يوافق 20 أغسطس، عيد ميلاد "مرسي "، والذي ما إن بلغ عامه الـ62 حتى أعلن عن القبض على المرشد المنتخب الأول للجماعة ليصبح هو أول رئيس مصري منتخب بصحبة أول مرشد عام لجماعة الإخوان منتخب في السجن.
ولد مرسي في 20 أغسطس 1951 في قرية العدوة بمحافظة الشرقية، ثم انتقل إلى القاهرة ليحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1972، كما حصل على درجة الماجستير في نفس التخصص عام 1978، وعلى درجة الدكتوراة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1982.
المعزول شارك في الحياة السياسية بمصر من خلال جماعة الإخوان المسلمين، حيث شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان بعد أن حصل على المقعد البرلماني في انتخابات عام 2000 كنائب عن الجماعة.
تميز المعزول في بداية حياته السياسية بأدائه البرلماني حيث كان من أنشط أعضاء المجلس وصاحب أشهر استجواب عن حادثة قطار الصعيد، التي أدان فيها الحكومة لتخرج الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه، كما تم اختياره عالميا كأحسن رجل برلماني 2000 و 2005.
وفي عام 2011 ترأس مرسي حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كما انتخب عضوًا في البرلمان المصري لعام 2012 عن نفس الحزب، ولكنه تقدم باستقالته من الحزب والجماعة دون إعلانه تخليه عن انتمائه لها وهو الأمر الذي ساهم في تقويض حكمه بعد عام أسود من فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، الذي جاء إليه بضربة حظ بعد استبعاد خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الإخوان من سباق انتخابات الرئاسة، ولكنها كانت الضربة القاضية على الجماعة وأعضائها.
تعددت دقات نحس مرسي لتصل إلى كل بيت في جمهورية مصر العربية على مدى عام واحد فقط، إذ شهد المصريون العديد من الحوادث منذ توليه حيث بدأت حدوتة نحسه من انقطاع التيار الكهربائى عن المحكمة الدستورية العليا أثناء أدائه لليمين الدستورية، كما أنه أثناء عرض تخرج أول دفعة من خريجى الكلية البحرية في عهده انقطع علم مصر الذي تم رفعه أثناء العرض وسقط على الأرض في سابقة لم تحدث من قبل، وبعد حكمه بنحو شهر وقعت مذبحة رفح التي راح ضحيتها 16 جنديا على الحدود.
ولم يمر 4 أشهر على هذا الحادث الأليم حتى يفاجأ الجميع بحادث آخر، وهو حادث دهس قطار محافظة أسيوط لحافلة كانت تقل 52 طفلا راحوا كلهم ضحايا وسالت دماؤهم على القضبان.
لم يرحم نحس مرسي قصر عابدين، إذ ترددت أنباء عن احتمالات كبيرة بانهيار القصر بسبب الإهمال الشديد الذي أصابه، وعدم الاهتمام به خاصة أن عمليات الترميم السنوية لم تتم منذ العام قبل الماضى في 2010 ثم في 2011، إضافة إلى أن هذا العام لم يدرج ضمن عمليات الترميم، ولهذا انتشرت المياه الجوفية بين أرجاء القصر للدرجة التي طفت فيها المياه على سطح الأرض، وطفح الصرف الصحى ليضرب أركان القصر الرئاسى التاريخى.
وكان الموقف الذي لا يحسد عليه مرسي في محافظة المنوفية عندما أعلن عن زيارته لافتتاح جامعة السادات، فانهار جزء من الكوبرى العلوى المنشأ حديثًا بالطريق الزراعى "كوبرى بركة السبع".
وتلاها خلال إحدى زياراته لأحد أقسام الشرطة انفجار كابل الكهرباء الذي يمد القسم وانقطعت عنه الكهرباء نهائيا.
وحتى يوم ميلاده هذا العام بعد عزله عن السلطة بشهرين شهدت مصر ليلة باكية على فراق 25 شابا من خيرة الشباب، وفي اليوم التالي للحادث المبكي، لم تسلم جماعته منه والتي رفض إعلان تخليه عن الانتماء لها من تأثيره إذ اختتمت ليلة ميلاده بسقوط رأس الجماعة في هذه الليلة محمد بديع لتلعب الصدفة دورا مهما في الربط بين ميلاد المعزول والقبض على مرشده.